قصيدتان

المقاله تحت باب  نصوص شعرية
في 
30/04/2011 06:00 AM
GMT



..."أوْ نتَّخذَهُ بلدا"

سنرتِّبُ النجومَ

حسْبَ أَعْمارِها

نحنُ أَصْدقاءَ الَّليلِ الَّذي يتبعُ مكائدَ السكارى

أبناءَ الأَرملةِ الَّتي تقايضُ سوادَ أَيّامِها

بقاموسِ مطرٍ حديثِ الولادة

أيتامَ الأبِ المقيمِ في جناحِ الغراب المنفيِّ

سنَضْربُ في مُتونِ الوحشةِ

لنكتشفَ الأصَبعَ

الَّتي تشيرُ إلى دمِ الأَيّام المقتولةِ غدراً

ونجتهدُ في تأويلِ جنابةِ القتيلِ

وصلواتِه الَّتي لمْ تسافرْ إلى جزرِ اللّـه

سننصِبُ خيامَنا عندَ بابِ اللُّغة العجوز

ونقسمُ لها بأَكثرِ الخلفاءِ رشداً

أَنَّنا لمْ نقصِدْ أَنْ نجتَرِحَ لهذا الْدمِ

سوى لونِه الَّذي تعرف

ولمْ تأخذْنا في الخوفِ لومةَ نائمٍ

نحنُ خونةُ الغبار

الذي يزاحمُ أنفاسَنا على هواءِ الشوارِع

وسدنةُ الشَّبقِ اللَّغوب

ركضْنا باتِّجاه البحْرِ

فشَحُبَ دمُ الجرار

وعبَستْ المياهُ العالقةُ في أجنحةِ النوارسِ

ركضْنا صوبَ الغديرِ

فوجدْنا عطشَنا أكثرَ اتِّساعاً منْ ضفَّتيه

تخفَّفْنا منَ المدُنِ لنركضَ صوبَ نسائِنا

فتخفَّفت منّا نساؤُنا ولُذْن بالمدنِ الوحيدةِ.

.........

نجمةٌ لكلِّ وحيدٍ يخوّضُ في بئرِ ظلامهِ

نجمةٌ لكلِّ طريقٍ يتلَذَّذُ بخلوةِ عاشقين

نجمةٌ لقمرٍ وحيد

نجمةٌ لكِ

ونجمةٌ لي

حينَ نَقتسمُ هذا الجناحَ اليتيمَ

فنموتُ

أَوْ (نتَّخذَهُ بلَدا ) ...


في تأويلِ الرَّنين


رنَّةٌ...

تصْدُرُ منْ قعرِ العالَمْ

ذلكَ ما جعلَهمْ يطلُّونَ منَ الشُّرُفاتِ

على ماتصِلُ إليه عيونُهم

لمْ يرَوْا

درهَماً ساقطاً منْ جيبِ بخيلٍ

وليسَ منْ قتيلٍ

أُلْقيَ بهِ منْ شرفةِ القصْرِ

لمْ يرَوْا امرأةً يتهَدَّدُها رجلٌ نزِقٌ

كانوا يعرفونَ أنَّ المكانَ

أبعدُ كثيراً

من حلُمِ النّايِ

وأكثرُ شَراسةً منْ ضجيجِ الطَّبلِ

رنّةٌ...

لكنَّها رنّةٌ....

قالَ الموسيقيُّ:

إنها عزْفٌ منفَرِدٌ على وترٍ مقْطوعِ الأَنْفاسِ

وقالَ الجنديُّ:

انَّها أوَّلُ النَّفير

وكانَ الطفلُ يحلُمُ بجرَسِ المدرسةِ

وحدَها المَرأةُ قالتْ:

إنها أنَّةٌ ..،

فتبِعَها حشدٌ منَ المصفِّقين

لكنَّها....

لكنَّها.....

قالَها رَجُلٌ وحيدٌ

ومَضَى يتحسَّسُ قلبَه